کد مطلب:353457 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:436

القعقاع بن عمرو حقیقة ام اسطورة (6)
د. حسن بن فرحان المالكی صحیفة الریاض - 10 ربیع الاول - 1418 ه وقفة مع الردود والتعقیبات كـمـا رای كـثـیـر من الاخوة القراء فقد كثرت ردود الافعال حول قضیة القعقاع بن عمرو مؤیدة ومـعـارضة وقد علقت سابقا علی بعض الردود ثم شارك الاخوة منصور الفیفی وعبد الاله الفنتوخ وعـادل الماجد وعبد اللّه الناصری وعبدالرحمن الفریح وعلی رضا، ثم كان آخر هؤلاء الدكتور حـسن الهویمل فهذه ست من المقالات حول الموضوع بین مؤید ومعارض ولذلك اعذرونی فی تناول هذه الردود باختصار شدید فی عدة نقاط فاقول: اولا: فی ظنی ان كثرة ردود الافعال امر سار وجید وینبغی الا نغضب من السلبیات المصاحبة لهذه الكثرة فمن الطبیعی جدا ان تزمجر بعض الردود فی اودیة بعیدة عن الموضوع. فلذلك لن ارد علی كثیر من الافكار التی طرحهابعضهم لانهم خارج الموضوع.

ثـانـیا: التحدی العلمی امر مشروع خاصة فی الامور الواضحة جدا وهذاالتحدی كان من الاسباب الـتـی حـفزت الاخوة علی التعقیبات المؤیدة والمعارضة ولیس فی التحدی الا الثقة العلمیة ولیس زهوا ولا تكبرا فتحدیات السلف فی المسائل العلمیة لا تكاد تحصر.

ثـالـثا: لا یزال التحدی قائما وما ذكره الدكتور الفریح من سقوط التحدی كان مجرد (تهویشة) عـلی القراء الذین لا یستطیعون البحث وسترون فی هذا الردانه لم یستطع ان یجد ترجمة للقعقاع ولا خبرا لا من طریق سیف بن عمر كما ان قاتل ابی لؤلؤة لم یذكره احد تمیمیا وان المصادر وفی مقدمتها صحیح البخاری مجمعة علی ان ابالؤلؤة قتل نفسه وساذكر ذلك بالتوثیق لیرجع الیها من شاء مع ان الموضوع الثانی لا یمثل عندی اهمیة وان كان له دلالة علی میول سیف.

رابـعـا: تمتاز الردود (المؤیدة) بالتقید العلمی والبحث وترك التقلید كما راینا فی رد الاستاذ عبد الالـه الـفنتوخ مثلا بینما كانت الردود المعارضة تخرج عن الموضوع كثیرا وتتشبث بالتقلید ولا اقـول هـذا مـجاملة للردود المؤیدة (لانهاایدت طول المقال فلیس مقیاسا خامسا: القارئ الباحث هو الذی سیعرف المحق من المبطل، وسیعرف من یستغفله ممن لا یفعل ذلك اما القارئ الذی لا یرجع ولا یبحث فسیكون عرضة لاخر الردود لـذا نـود مـن الـقارئ ان یحاكم كل من كتب فی الموضوع ویكتشف بنفسه وسیجد مفاجت كبری والان لیسمح لی القراء فی التعلیقات المختصرة علی الردود المعارضة فاقول: رد علی رضا رد الاستاذ علی رضا فی صحیفة المسلمون الجمعة 29/صفر/1418 ه والاستاذ علی رضا مثلما لا یـحـسـن المعارضة فهو لا یحسن التائید فقد ایدنی ان القعقاع مختلق وان سیف بن عمر كذاب لكنه ذكر ان الواقدی ذكر القعقاع بن عمرو و هذا یعنی ان (محقق التراث الشام للواقدی ولـلاسـف ان جـل مـا طرحه علی رضا كان بعیدا عن الصواب مثل رده لعنعنة ابی اسحاق السبیعی وحمید الطویل ومغیرة بن مقسم مع انه محتج بهذه (العنعنات)فی الصحیحین فـضالة فی مقاله مع انه قد صححه فی تحقیقه لسند علی (انظر الاحادیث رقم 2394 - 2396) وغیر هذا كثیر.

ولـكـن لان الـموضوع عن (سیف والقعقاع) لذلك فساترك التعقیب علی علی رضا الی مناسبة قادمة لـیـعرف القراء حقیقة الامر الـمـبـتـدئیـن فی علم الحدیث تصحیحاوتضعیفا، تجد الواحد منهم مقلدا للتقریب معرضا عن منهج الـشیخین لـیـست منه وهذا للاسف ما فعله علی رضا فقد زاد فی متن حدیث نبوی الرحمن بن عدیس البلوی (الوضع فی الحدیث) رد الدكتور عبدالرحمن الفریح اطـلـعـت عـلـی مقال الدكتور عبد الرحمن الفریح یوم الجمعة 29/2/1418ه المنشور بصحیفة، الریاض وكان ردا علی حول سیف بن عمر والقعقاع مع ان اكثر مقال الاخ الفریح لم یكن عن سیف ولا الـقـعـقـاع وسـائر مـا یـمكن توقعه من اتهامات كالعادة فـهـم المكتوب فـیـه الاخ الـفریح ولذلك فساتجنب الرد علی معظم المقال لانه خارج موضوعنا ولان بعضه قد تم الاجابة علیه سابقا اما الملاحظات فكالتالی: الملاحظة الاولی: اثـنـی الفریح كثیرا علی علی رضا لان الاخیر رد علی المقال الاخیر لعلی رضا الذی ایدنی فیه بان سیفا كذاب والقعقاع مختلق لا اصل له الاخ الـفـریـح قـد (تـورط) فـی الثناء علی علی رضا وتقلیده شـخـصـیـة القعقاع او توثیق سیف (ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض).

الملاحظة الثانیة: زعـم الاخ الـفـریـح انـه وجـد ان قاتل ابی لؤلؤة المجوسی تمیمی كـالمدائنی وابن حجر ذكـرا ان رجلا تمیمیا القی علی ابی لؤلؤة كساء وقیل برنسا فلما رای ابی لؤلؤة الخطر قتل نفسه انظروا قول المدائنی فی العقد الفرید(5/25) وقول ابن حجر فی الفتح (7/63) فانتم ترون انه رغم اسناد القصة الضعیف الا ان ذلك التمیمی انما ساعد فی القبض علی ابی لؤلؤة مثله مثل غیره من الـذین احاطوا بابی لؤلؤة وقد ثبت فی صحیح البخاری ان ابالؤلؤة نحر نفسه انظر صحیح البخاری مع الفتح (7/60).

امـا سـیـف بـن عـمر فزعم ان ابالؤلؤة هرب من المسجد بعد قتله عمر فلحقه رجل من بنی تمیم وضـایـقـه حـتی قتله ثم رجع الیهم بعد قتله له القارئ یعرف ان هناك فرقا كبیرا بین ما اورده المدائنی وابن حجر وبین ما قاله سیف بن عمر تـاملوا الروایتین فالمدائنی وابن حجر یثبتان ان ابالؤلؤة قتل نفسه ومثلهماالبخاری فی صحیحه اما سیف فانه انفرد بان المباشر لقتل ابی لؤلؤة كان تمیمیا بنفسه من الذی سقط فی تحدیه الملاحظة الثالثة: زعـم الفریح ان تحدیاتی (هشة) او اثبات حقیقة القعقاع الملاحظة الرابعة: ذكـر الاخ الفریح ان سیف بن عمر ثقة عند المتقدمین والمتاخرین واقول:وعلیكم السلام ورحمة اللّه وبركاته الملاحظة الخامسة: ذكـر الاخ الـفریح ان القعقاع بن عمرو وردت اخباره من طریق غیر سیف ابوعمرو الشیبانی فی معجم البلدان لیاقوت الحموی اقـول: وهذه ضحكة كبری فان یاقوت الحموی كان یسرد الاشعار والاقوال عن یوم بزاخة فذكر مـنـهـا قـول الاصـمعی ثم قول ابی عمرو الشیبانی ثم شعرالقعقاع ثم شعر ربیعة الضبی ثم شعر لجحدر بن معاویة وشعر القعقاع لن یجده یاقوت الحموی (ت 626 ه) الا فی كتب سیف بن عمر او مـن نـقـل عـنـه (یـاقـوت الـحـمـوی) ویـجعله لابی عمرو الشیبانی المقالات السابقة.

ثـم لـم یـذكـر لـنـا مـن هو (الاشعری) صاحب الانساب الذی زعم بانه ذكر القعقاع الاشعری بعد سیف ام قبله واذا كان كذلك فلماذا لم یذكره لنا الفریح حتی نرجع الی اثبات القعقاع بن عمرو كتاب (فتوح الشام)المنسوب للواقدی فقد سبق الكلام علیه فی حلقات مضت، وانه لاتصح نسبته الی الـواقـدی بـل هـو مكذوب علیه مؤلف بعده بمئات السنین الـفـریح انه فی واد وكلامنا فی واد آخر القعقاع مذكور فی البدایة والنهایة وكتاب عرموش ودار النفائس الملاحظة السادسة: ذكـر انـی وثـقـت الـوضاعین و الضعفاء الجرهمی و امثالهم اقـول: وهـذه دعـوی مـن الـنوع الثقیل توثیقی لهؤلاء بالنص ولیس بالادعاءات التی كنت اربا بمثله ان ینشرها ویكررها اما قولی بانهم لم یذكروا القعقاع فهذا صحیح لكن هذا لا یعد توثیقا لهم وانماقصدی انهم مع ضعفهم وكذب بعضهم الا انهم لم یتجرءوا علی ما تجرا علیه سیف بن عمر الملاحظة السابعة: كل ما ذكره الدكتور فی اكثر العمود الاول ثم كامل العمود الثانی والثالث والرابع والخامس لیس له دخل فی موضوعنا الملاحظة الثامنة: ذكـر انـنـی اتباهی بذ كر نشوان الحمیری البتة الملاحظة التاسعة: ذكـر ان وهـب بـن مـنبه من الاسماء التی طرحتها انا وزكیتها ثم زعم ان (وهب بن منبه من اوائل الملفقین الوضاعین وانه راس مدرسة الدس والتدلیس) اقول: الا یعلم الدكتور ان وهب بن منبه احتج به البخاری ومسلم فی صحیحیهما والغریب فی الاخ الفریح انه یطلق اقواله بلا منهج ولا ضوابط.

الملاحظة العاشرة: ذكر اننی بذلت جهدی فی جعل ابن عدیس من الصحابة اقول: علی اهل الحدیث ان یتبینوا من منا المصیب الملاحظة الحادیة عشرة: ذكر اننی فضلت الهمدانی الیمنی علی الطبری وابن كثیر وابن حجر اقول وعلیك السلام ورحمة اللّه الملاحظة الثانیة عشرة: خلط الدكتور بین امرین فی شان ابن عدیس فظن اننی قلت انه لم یخرج علی عثمان مـا قـلته (انظر بیعة علی ص 284) فانا اعرف ان ابن عدیس خرج علی عثمان واخطا لكننی انفی وبـشـدة ان یكون هذا الصحابی وامثاله من تلامیذ عبد اللّه بن سبا كما اراد سیف بن عمر موثقوه ومحبوه و امـا مـا ذكره الفریح من ان المؤرخین الاخرین ذكروا خروج ابن عدیس فهذاصحیح ولیس هذا مـوطن نزاع لكنهم لم یذكروا انه من اتباع عبد اللّه بن سبا عـنـدنا - بحمد اللّه - تستحی من ذكره وتهمل اقوال سیف فیه ولا یذكرون ابن سبا فی الفتنة تبعا للمحققین من العلماءالمتقدمین والمتاخرین.

اذن فما ذكره من اننی لم اذكر مؤرخا آخر تكلم عن دور ابن عدیس فی الفتنة من اخف دعاواه التی شـحـن بـه مـقاله التاسع لیری الحقیقة التی كتبتها بعیدا عن تخرصات الفریح فی هذه القضیة التی ملا بها ثلاثة اعمدة التی كانت (نصف المقال) الملاحظة الثالثة عشرة: ذكر ان المؤرخین تابعوا سیفا (وعدوا ابن عدیس من السبئیة) ولیته یذكر لنا مؤرخا واحدا من هؤلاء الذین ذكروا ان ابن عدیس من السبئیة وفی ظنی لو قال احد ان (معاویة من السبئیة) لغضبنا فما بالنا لا نغضب لاحداصحاب بیعة الرضوان علما بان السبئیة لا تعنی مجرد الخروج علی عثمان كما ان الخارجیة لا تعنی كل خروج علی علی ابن سبا (اسطورة الاخـوان الكریمان الهلابی والعودة ویتحاوران للتوصل الی حقیقة (عبد اللّه بن سبا) لكان افضل مع اننی - حتی الان - امیل الی نتیجة الدكتور الهلابی لكن لم اجزم الا ببطلان دور ابن سبا فی الفتنة لاننی بحثت الموضوع اما وجوده مطلقا فانا الی الان لااجزم بذلك.

الملاحظة الرابعة عشرة: اسـتـطـرد الـفـریـح فـی الكلام عن عبد اللّه بن سبا والسبئیة معظم العمود الخامس یرید تشتیت الـموضوع وانا ارید الابقاء علیه. وما ذ كره ایضا لا دخل له بموضوع القعقاع بن عمرو وقد سبق الـكـلام فـی هذا الموضوع فی كتاب الریاض،لكننی انصح القارئ باقتناء كتابی العودة والهلابی ثم لیقارن القارئ ولینظر هل ابن سبا حقیقة ام اسطورة الملاحظة الخامسة عشرة: ما زعمه الفریح باننی اعتمدت علی كتب مطبوعة واننی لم آت بجدید زعم باطل عریض صـحیح ان الباحث یطلع علی ما كتب فی الموضوع ولاانكر اننی قبل الكتابة عن سیف او القعقاع قد اطلعت علی ما كتبه الهلابی والعودة والمعلمی والتبانی والعسكری وطه حسین وغیرهم من العلماء والـبـاحـثین لكننی لم اقلد احدا منهم واستخرجت روایات سیف بنفسی وبحثتها روایة روایة سندا ومتنا واستدركت علیهم اشیاء كثیرة فاتتهم مع تقدیری لمن سبق وعدم هضم حقه لكن اول من دفعنی لـلجراة فی هذا الموضوع هو المعلمی ولیس الهلابی كما ظن الهویمل الـهـلابی ثم ان كل ما كتبته عن سیف او القعقاع كان بحمداللّه نتیجة بحث ذاتی ولا یعنی هذا عدم الالـتـفـات الی الدراسات السابقة كمالایعنی ان اوجب علی نفسی ان اخالفهم فی كل النتائج فالبحث العلمی لا یعادی احدا ولا یقلد احدا والحكمة ضالة المؤمن یاخذها حیث وجدها.

الملاحظة السادسة عشرة: مـا ذكره الفریح بتزویر فی توثیق سیف بن عمر واعتماده علی نقل الطبری وابن الاثیر وغیرهم عـنـه اضافة الی تفسیره لبعض الاقوال - كاقوال ابن حجروالذهبی ثم اعتماده علی توثیق صاحب دار الـنفائس لسیف بن عمر فما بعدها).

الملاحظة السابعة عشرة: ذكر اننی رمیت اصحاب المصادر التاریخیة الاصلیة بالغباء والغفلة اقول: ای مصادر یقصد هل یقصد مصادر المتقدمین كاصحاب الكتب الستة ومن فی طبقتهم ومن قبلهم ام یـقـصـد الذین نقلوا عن سیف بن عمر فـالاخـذ بـاقوال المتاخرین اولی ان یتهم باستخفافه بالمتقدمین الذین لم یهملوا تراجم اقل شانا مما یقوله سیف عن القعقاع ثم انا لیس لی ایة مصلحة فی نفی وجود القعقاع الا محبة معرفة الحقائق بعینهابعیدا عن الاختلافات والتهویلات.

رد الدكتور الهویمل: اسعدنی رد الدكتور حسن الهویمل الذی حث فیه المتخصصین علی المشاركة فی (تقلیم اظافر هذا الـشـاب لمعرفة الحق، لكن المشكلة الكبری فی مقالة الدكتور الهویمل - واخشی الا تكون كل مقالاته هكذا - انـه مـقـال بـلا مـوقـف،قراته ثلاث مرات ولم اخرج بنتیجة وتذكرت المثل الكرد ی القائل: (الـفـاسـقـون الـخـمـسة اربعة الفار والثعبان والوزغ) سطرواحد لذا ارجو ان تكون كتاباته المستقبلیة اكثر وضوحا، واسمی هدفا وابعد عن الضبابیة..